مرحباً ضيوف روڤ،
أكتب لكم الآن وأنا على متن طائرتي المتجهة من دبي إلى لندن. وفي حين أن بضع ساعاتٍ فقط تفصلني عن الوصول، ظننت أنه من الرائع أن أكتب لكم وأشارككم بعضاً من وجهاتي الفنية التي أفضل زيارتها في الإمارات.
سافرت إلى الإمارات عدة مراتٍ من قبل، وفي رحلتي الأخيرة إلى دبي، زرت آرت دبي، وهو معرض سنوي يضم كوكبةً متنوعةً من المعارض والفنانين من الإمارات العربية المتحدة والعالم.
وفي هذه الرحلة، سأبذل ما بوسعي لتعريف أصدقائي بالمشهد الثقافي والفني المزدهر في الشرق الأوسط، ابتداءً بالمعارض المقامة في المخازن الكبرى إلى المعارض الفوتوغرافية.
سنقيم لمدة خمس ليالٍ وقد حجزنا في فندق روڤ وسط المدينة بدبي، الذي يتميّز بموقعه في قلب المدينة على مقربةٍ من صالات العرض الفنية والأحياء الثقافية. نصحني أحد زملائي في الدراسة بهذا الفندق وقد كان يعرف كم أحب كل ما هو مرتبط بالفنون، وقد فتنتني بحق المجموعة الفنية المثيرة للإعجاب في الفندق.
نظرةٌ سريعة على صفحة الفندق على موقع إنستغرام (@rovehotels) كانت كفيلةً بتأكيد توقعاتي الثقافية. فالصور على صفحة الفندق، المستوحاة من التراث الإماراتي والمجتمع المحلي، تظهر تشكيلةً متنوعةً من التحف الجميلة الجديرة بالاكتشاف في كل أرجاء الفندق، ومن بينها لوحات نصوص ثلاثية الأبعاد وفنون رقميةٍ ومنحوتاتٍ فريدةٍ.
وأكثر ما أتطلع إليه هو مطالعة الأعمال الفنية للمواهب في الشرق الأوسط مثل المصوّرة الفوتوغرافية عليا الشامسي، والرسام الإماراتي خالد مزينة، والفنان البحريني ناصر الزياني والرسامة الرقمية دينا سامي.
بالإضافة إلى كونه مكاناً مبتكراً للإقامة، يُقال إن روڤ وسط المدينة في دبي يضم جدارياتٍ في جميع أرجاء الفندق إلى جانب سلسلةٍ واسعة من اللوحات على ورق الشمع والأعمال الفنية المستوحاة من الشارع. يبدو أن جولتنا الفنية في المدينة ستبدأ بمجرد أن نسجل دخولنا إلى هذا الفندق الرائع!
وأولى محطاتنا في هذه الرحلة ستكون حي الفهيدي التاريخي. إذ يشتهر هذا المركز الثقافي بموقعه الهادئ في القسم التاريخي القديم من المدينة بمعارضه الفنية ومتاحفه الكثيرة ومن بينها متحف دبي ومعرض المجلس – وهو معرضٌ فني راقٍ. وتضم هذه المنطقة الساحرة مبانٍ متراصفةً على شكل متاهةٍ تزخر بالكثير من الصالات والمعارض الفنية لفنانين إقليميين، إلى جانب مجموعةٍ من المقاهي ومتاجر المشغولات اليدوية.
وفي اليوم الثاني من إجازتنا، خططت برفقة أصدقائي لنتوجه إلى منطقة القوز، وهي الجزء الصناعي من المدينة الواقع على بُعد 15 دقيقةً فقط من فندق روڤ وسط المدينة بدبي. وتشتمل هذه المنطقة الحضرية على شارع السركال، أبرز الوجهات الفنية في المنطقة. يعود تاريخ تأسيس هذا المكان لعام 2007، وقد كنت محظوظاً كفايةً لتمكني من زيارة العدد الكبير من الصالات والمعارض الفنية خلال رحلتي الأخيرة إلى دبي. لقد علمت أن عمليات توسعةٍ كبيرةً أُجريت على المنطقة التي تمتد اليوم على 50 ألف قدمٍ مربعٍ لتتسع لاستوديوهات الفنانين غير الهادفين للربح، وللمساحات المخصّصة للمشاريع الفنية، وللمتاجر العصرية، والمبادرات الثقافية التي يقودها المجتمع، بالإضافة إلى منافذ تناول الطعام المميّزة.
إنني متحمسٌ للعودة إلى واحدةٍ من وجهاتي المفضلة في دبي، ألا وهي كارتون غاليري في شارع السركال. فهذا الملاذ المبتكر الفريد من نوعه يعرض أعمالاً لكوكبةٍ من الفنانين الإقليميين والعالميين من أجيالٍ مختلفةٍ وجميعهم متخصّصون في فنون الكرتون – حيث يمكن لزوّاره الاستمتاع بالفرجة على الكثير من الرسوم المتحركة الملونة والرسوم واللوحات الكاريكاتورية الأخرى.
نأمل أنا وأصدقائي أن يكون بإمكاننا تنمية مهاراتنا خلال الرحلة، وتجربة إحدى ورشات العمل للرسوم وصناعة الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد التي يستضيفها المعرض في الطابق العلوي منه.
لا يمكن لزائر دبي إلا أن تستوقفه المعارض الفنية النابضة بالحياة في مركز دبي المالي العالمي. فبالإضافة إلى موقعه على بُعد مرمى حجرٍ من فندق روڤ وسط المدينة بدبي، تزخر هذه الوجهة الراقية بالمعارض الفنية الواعدة ومن بينها “أيام غاليري”، و”كوادرو”، و”أوبرا غاليري”. هذا المكان جديرٌ بلا ريب بالزيارة لأن صالات العرض هذه تستضيف غالباً معارض فنيةً جديدةً ومثيرةً للاهتمام لا ينبغي أن تفوتك.
أما حي دبي للتصميم، أو D3 كما يُشار إليه عادةً، فيتصدر قائمة وجهاتنا الفنية. فقد بلغني أن D3 هو منطقةٌ مذهلةٌ تمثل مقصداً لكبار مصمّمي الأزياء والفنانين والمفكرين المبدعين. وبفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء في الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، يقدّم هذا الحي برامج زاخرةً بورشات العمل والأنشطة الترفيهية والمحادثات والمعارض الفنية التي تجسد الابتكار في أروع صوره إبداعاً.
كل ذلك على مرمى حجرٍ من الفندق. عشّاق الفنون – أنتم مدعوون للانضمام.
أراكم هناك يا ضيوف روڤ،
بيكي